img

وَجَاءَ‭ ‬مِنْ‭ ‬أَقْصَىَ‭ ‬المَدِيْنَةِ‭ ‬رَجُلٌ‭ ‬يَسْعَىَ

لتحميل الكتاب

كي‭ ‬لا‭ ‬يخجلوا


كان‭ ‬رجلاً‭ ‬رياضياً‭ ‬ولاعباً‭ ‬جيداً‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬أنشأ‭ ‬معنا‭ ‬فريقاً‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬وكان‭ ‬يولي‭ ‬اهتماماً‭ ‬خاصاً‭ ‬بالشباب‭ ‬وبالرياضة،‭ ‬وقمنا‭ ‬كهيئة‭ ‬ايرانية‭ ‬بإنشاء‭ ‬ملاعب‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬الضاحية‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وكنا‭ ‬سعداء‭ ‬لأننا‭ ‬نستطيع‭ ‬متى‭ ‬شئنا‭ ‬استثمار‭ ‬تلك‭ ‬الملاعب،‭ ‬حين‭ ‬يتسنى‭ ‬لنا‭ ‬الوقت‭ ‬لنحدد‭ ‬زمناً‭ ‬لمباراة‭ ‬بيننا‭ ‬في‭ ‬الهيئة،‭ ‬وكنا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نلعب‭ ‬على‭ ‬الملاعب‭ ‬التي‭ ‬أنشأناها،‭ ‬وعندما‭ ‬قررنا‭ ‬أن‭ ‬نلعب‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الايام،‭ ‬طلب‭ ‬مني‭ ‬المهندس‭ ‬أن‭ ‬أذهب‭ ‬وأنسّق‭ ‬الحجز‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬الملاعب‭ ‬التي‭ ‬أنشأناها‭ ‬حديثاً،‭ ‬لكنه‭ ‬اشترط‭ ‬عليَّ‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬أصرح‭ ‬بأننا‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬الإيرانية،‭ ‬استغربت‭ ‬ذلك‭ ‬وسألته‭:‬
‭ - ‬لماذا‭ ‬يا‭ ‬مهندس؟
‭ - ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يخجلوا‭ ‬منك‭.. ‬كي‭ ‬يأخذوا‭ ‬نقوداً‭.. ‬ويعطونا‭ ‬دوراً‭ ‬في‭ ‬النظام‭.‬
‭ - ‬ولكن‭ ‬يا‭ ‬مهندس‭.. ‬إن‭ ‬كان‭ ‬لصاحب‭ ‬الملعب‭ ‬صديق‭ ‬أو‭ ‬قريب‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يريد،‭ ‬ونحن‭ ‬أنشأنا‭ ‬هذا‭ ‬الملعب‭... ‬
‭ - ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬نحن‭.. ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬يأخذ‭ ‬بالنظام‭. ‬
كان‭ ‬يريد‭ ‬منا‭ ‬أن‭ ‬نجمع‭ ‬بدل‭ ‬الإيجار،‭ ‬منا‭ ‬ومنه،‭ ‬كما‭ ‬يفعل‭ ‬سوانا‭. ‬وخاف‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الأوقات‭ ‬محجوزة،‭ ‬ويعطونا‭ ‬دور‭ ‬فريق‭ ‬آخر،‭ ‬فبالنسبة‭ ‬اليه‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الحق‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬الالتزام‭ ‬به‭. ‬ويتابع‭ ‬قائلاً‭:‬
‭ - ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬دور‭.. ‬لا‭ ‬مشكلة‭.‬
نظرت‭ ‬إلى‭ ‬شبابنا‭ ‬ضاحكاً،‭ ‬والتأفف‭ ‬بادٍ‭ ‬على‭ ‬وجوههم،‭ ‬باعتبار‭ ‬أننا‭ ‬كهيئة‭ ‬أولى‭ ‬أن‭ ‬نقوم‭ ‬نحن‭ ‬باختيار‭ ‬الزمان‭ ‬والمكان‭ ‬اللذين‭ ‬يناسباننا،‭ ‬ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليه،‭ ‬وهو‭ ‬مدير‭ ‬الهيئة،‭ ‬ويمثل‭ ‬ما‭ ‬يمثل،‭ ‬الأمر‭ ‬مختلف‭ ‬عنده،‭ ‬لا‭ ‬مانع‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نبحث،‭ ‬وإن‭ ‬لوقت‭ ‬طويل‭ ‬عن‭ ‬ملعب‭ ‬شاغر‭ ‬آخر‭ ‬ونحجز‭ ‬فيه‭. ‬هذا‭ ‬التذمر‭ ‬دفعنا‭ ‬لنقول‭:‬
‭ - ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬نجد‭ ‬يا‭ ‬مهندس؟‭!! ‬
فأجاب‭ ‬بكل‭ ‬بساطه‭:‬
‭ - ‬لا‭ ‬مشكلة‭.‬