تشكو بعدها عنه
في العام 2006 تعرفت إلى الشهيد عن طريق القائم بأعمال الهيئة الايرانية باعتباري صاحب شركة مقاولات. ومع الوقت بدأت أتأثر بهذا الرجل كثيراً، وكلما زادت معرفتي به زاد إعجابي، مما جعلني أنحني أمام هذه الشخصية العظيمة، واشتدت أواصر المحبة بيننا مع الوقت.
وكان ما لفتني ولاحظته جلياً في شخصيته، هو رقته، وعاطفته تجاه أولاده وأسرته، وخصوصاً ابنته الصغيرة فاطمة، لاحظت ذلك بنفسي حين أكون معه عندما يتصل بها، أو حتى حين يسمع باسمها فقط، كنت أرى دموعه تنهمل من عينه تلقائياً، وإذا سألته عن السبب كان يجيب بأن ابنته كثيرا ما تؤثر فيه، لكونها فتاة صغيرة، وهي في أمسّ الحاجة لوجوده معها، وقربه منها، وهي تشكو بعدها عنه، لأنها طوال عمرها الصغير لم تشعر بأبوته، لقلة استقرارها مع والدها، فهو لفترة طويلة كان كثير السفر والانتقال، كثيرا ما كان ينتخب من قبل الحكومة الايرانية لتنفيذ مشاريع خارج ايران.
أود كثيرا أن أوجه رسالة مني إلى عائلته، أقول لهم فيها: إنني أنا الذي عملت معه فترة من الزمن، جعلتني فخوراً جداً بتلك العلاقة، ونحن نفتخر بكم وبانتمائكم لهذا الرجل المميز، والذي ترك أثرا بالغاً في كل مكان حل به، هنيئاً لكم أنكم من صلبه، فأنتم تنتمون إلى شخص سلك طريق أهل أهل البيتR. وأقول لهم أنني من الأشخاص الذين يتمنَّون أن يكونوا أحد أفراد عائلته أو أقربائه. وأقول لأولاده وعائلته صحيح كان الشهيد بعيداً عنكم, لكنكم كنتم دائماً في قلبه وعقله وروحه.